SELECTED WRITINGS

كيف نرى اللون

                                                                                                 نـــــزار الـــــــراوي

                                                                                   ناقد و أكاديمي

 

الأجسامِ المضيئة كإشارات النيونَ وإشاراتَ المرور تَبْدو مُلَوَّنة لأن الضوءَ الذي يَنبْعثُ منها يَحتوي على أطوالِ موجية محددة، كما تَبْدو أكثر الأجسامِ غير الضوئية مُلَوَّنةً لأن تركيبَها الكيميائيَ يَمتصُّ بَعْض الأطوال الموجية للضوء ويَعْكسُ الأطوال الموجية الأخرى؛ فعلى سبيل المثال عندما يسقط نور الشمس على قطعة جزر تَمتصُّ الجزيئاتَ في الجزر أغلب الأطوالِ الموجة القصيرةِ للضوء وتعكس أغلب الأطوالِ الموجية الأطولِ، وعندما تَصِلُ هذه الأطوال الموجية الضوئيةِ الأطولِ الى عيونِنا، سيبدو لنا الجزر برتقالياً؛ في حين أن الجسم الذي يَعْكسُ أغلب الأطوال الموجية للضوء بكمياتِ متساويةِ تقريباً يَبْدو أبيضاً؛ أما الجسم الذي يَمتصُّ أغلب الأطوال الموجية للضوء وبكمياتِ متساويةِ تقريباً فسيَبْدو أسوداً.

قدرتنا على رُؤية اللونِ تَعتمدُ على العديد مِنْ طرق العَمَل المعقّدة جداً للعين والدماغ، فعندما ننظر إلى جسمِ يأتي الضوء - على نحو انعكاسي - من الجسمِ ليَدْخلُ الى عيونَنا؛ تركز كل عين الضوء لتلتقط مشهداً ينعكس على شكّلُ صورةَ الجسمِ على شبكيّةِ العين حيث إنّ شبكيّةَ العين هي طبقةَ النسيجِ الذي يَغطّي ظهرَ وجوانبَ مقلةِ العين من الداخل ويحتوي هذا النسيج على ملايينَ الخلايا الحسّاسةِ للضوء؛ تَمتصُّ هذه الخلايا أغلب الضوءِ الذي يَسْقطُ على شبكيّةِ العين وتقوم بتُحوّيلُ الضوءَ الساقط إلى إشاراتِ كهربائيةِ هذه الإشاراتِ الكهربائيةِ تنتقل خلال الأعصابِ إلى الدماغ.

تحتوي شبكيّة العين على نوعين رئيسيينُ مِنْ الخلايا الحساسة للضوءِ .. القضبان (العصيات) والمخاريط علماً إنّ الخلايا تَسمّى بحسب أشكالها، أما القضبان فتكون حسّاسة جداً للضوءِ حتى لو كان خلال عتمة، لكنها لا تَستطيعُ تَمييز الأطوالِ الموجية لهذا السبب فإنها نَرى درجات رماديةِ فقط عندما تكون الأضائة بشكل خافت في غرفةَ مظلمة، وعندما يصبح الضوء أكثر توهجاً واشراقاَ تَبْدأ المخاريط بالعمل وتتوقف القضبان عن النشاط، شبكيّة العين  للشخص السوي  والتي تمييز الألوان بشكل طبيعيِ لَها ثلاثة أنواع من المخاريطِ؛ يستجيب النوع الأول بقوة للضوءِ بأطوالِه الموجية القصيرةِ، التي تحتوي درجات اللون الأزرق، ويستجيب النوع الآخر بصورة رئيسية إلى الضوءِ بالأطوالِ الموجية المتوسّطة والتي تضم الدرجات الخضراء، أما إنّ النوع الثالث فيكون حسّاساً جداً إلى ضوءِ بالأطوالِ الموجية الطويلةِ وهي التي تحتوي على الدرجات الحمراء.

يُنظم الدماغ إشاراتَ الاعصاب الواردة اليه مِنْ العين ويترجمها كما لوأنها صوراً بصريةَ، وقد عمل العلماء خلال القرن العشرين لتطوير عِدّة نظريات لتَوضيح  كيفية رؤيةِ اللونِ؛ البعض مِنْ هذه النظرياتِ ناقشه الباحث في الفقرات الواردة تحت عنوان  تأريخِ  دِراساتِ اللونِ.

ولكن تبقى الإشارة مهم الى أن بَعْض الأشخاص ليس لديهم القدرة على رؤية الألوان، مثل الأشخاص المصابين بمرض عمى الألوان، وهناك أنواع مختلفة ودرجات من عمىِ الألوان، إعتِماداً على حالاتِ الشذوذ المختلفةِ في مخاريطِ شبكيّةَ العين؛ ففي الحالاتِ الحادّةِ يكون السبب أن نوعا ًواحداً من أنواع المخاريطِ قَدْ يَكُون مفقوداً أَو غير مؤهل للعمل، لذا فأن الأشخاص الذين لديهم مثل هذا الشذوذِ تكون رؤيتهم لبَعْض الألوانِ مشوشة مَع الألوان الآخرى و قليل جداً من الاشخاص لا يَستطيعونَ رُؤية الألوانِ مطلقاً، علماً أن معظم حالات عمى الالوان هي بسبب مشاكل وراثية وهي غير قابلة للعلاج.

 

تأثيرات رؤيةِ اللونِ المفاجئة

العديد مِنْ العملياتِ التي تقوم بها العينِ عن تزويدنا بالمعلومات البصرية عن اللون وما ينتج عنها من العمل الذهني تكون آلية وتقريباً فورية. ممايجعلنا نرى بشكل غير واعي بعْض التأثيراتِ البصريةِ؛ هذا العملياتِ هي التي منحت العين خصوصيتها المتمثلة بالقدرة على تعديل الدرجات اللونية واجراء التغييراتِ على طبيعة قراءة اللونِ بسهولة.

فيمكن لنا أَنْ نَعْرضَ أعيننا لتأثيرَ النظر لصفحة ملونة بألوان زاهية لمدة 30 ثانية تقريباً ثم ننتقل بها للتحديق بورقة يضاء عندها ستغطى الورقة البيضاء بدرجات متفاوتة من ألوان الصفحة الملونة السابقة الى أن تعتاد العين على بياض الورقة ومثل هذا التأثيرِ البصريِ يُدْعَى التكيّفَ اللونيَ للعين.

أما ما يعرف بـ ( (afterimageأو ( تأثير مابعد الصورة) فهو الخاصية الأخرى للعين والتي تظهر عندما نحدق بشكل أو بصورة لمدة 30 ثانية تقريباً ونشيح بأعيننا عنها ال سطح أبيض فتظهر نفس الصورة الأصلية ولكن بالوانَ مختلفةَ، فاذا كانت الصورة الأصلية حمراء، فسيكون  (afterimage) أخضر، واذا كانت الصورة خضراء، فسيكون ( (afterimage أحمر، وهكذا تُصبحُ المناطقُ الزرقاءُ صفراء، وتُصفّرُ المناطقَ الزرقاء، وينعكس الأسود والأبيض العكس بالعكس أيضاً وهذا ما يطلق عليه أحياناً بعملية المقارنة المتعاقبة من خلال الألوان المتكاملة.*

كما يُمْكِنُ أَنْ تجري العين تغيراً على قراءة اللون بتأثير الألوان المجاورة والمحيطةِ، ويتضح ذلك عندما نَضِعُ نفس اللونِ على خلفية الوان مضادة ومختلفة في كل مرة هنا سيبدو اللون مختلفاً في كُلّ حالة فعلى سبيل المثال سبيدو اللونَ أخفَ عندما يحاط بخلفية معتمة منه عندما يحاطَ بخلفية مشرقة، وهذه الخاصية للعين تدعى (الحثَّ اللوني) أَو المقارنةَ الآنيةَ.

 

الخصائص البنائية للونِ

اللون لَهُ ثلاث خصائصِ أساسيةِ، هي (1) المظهر Hue ، (2) الإشراق أو االسطوع Brightness ، و(3) التشبع Chroma. يَصِفُ خبراءُ اللونِ لونَ الجسمِ من ناحية هذه الخصائصِ.

المظهر (Hue )الخاصية التي تَعطي الللون اسمَها على سبيل المثال، أخضر أصفر برتقالي أحمر، أزرق، أَو بنفسجي علماً إنّ الإختلافاتَ المثيرةَ التي نراها بين الألوانِ في الطيفِ تحدث وتنتج تنتج عن لإختلافاتِ الطفيفةِ جداً في أطوال الموجات الضوئية؛ على سبيل المثال، طول الموجة التي تَظهرُ كلون أصفر أقصر بقليل فقط مِن تلك التي تظهرُ كلون برتقالي، لكن هناك  إختلاف بصري عظيم بين البرتقالي والأصفر؛ هذا الإختلاف هو إختلاف في المظهر(Hue).

الأشراق (Chroma) مقياس كميةِ الضوءِ التي تنعَكسَ مِنْ  الجسم المُلَون وقياس اشراقة لون قَدْ يبدي بحساب مستوى إضائة اللون المنعكسِ من ذلك الجسم ضمن مقياس الاشراقة والسطوع ذلك المِقياس الذي تتراوح درجاته مابين الأسود والأبيض مروراً بتدرجات الرمادي.

(Chroma)  مقياس الإشباعِ (تركيز) اللون؛ على سبيل المثال، ملعقة شاي مِنْ مسحوقِ طلاءِ ألوان الأكريلك أحمر عندما تخَلط مَع ملعقة شاي مِنْ الماءِ تُنتجُ طلاءَاً بلون أحمر غامق، الطلاء سيكون لَه  تركيز عالي للأحمر، ولذا فأن  لَهُ ((Chroma عالي أي أن اشباعه عالي؛ وعندما نُخفّفُ الطلاءَ مَع  كأس من الماءِ فإن الخَلِيْط الناتج سَيكونُ لديه تركيز منخفض لإشباع الأحمر ولذا فإن الـ((Chroma  سيكون منخفض.

 

 

كيفْ تُصنّفُ الألوان

 يُخمّن الخبراء بأنّنا يُمْكِنُ أَنْ نُميّز ما مجموعه بحدود 10 مليون لون، كُلّ لون يَختلفُ عن البقية بدرجةٍ ما إما  بالمظهر Hue، أو بالأشراق Brightness، أَوبالتشبع  Chroma. علماً أن ذلك الاختلاف يحدد التسميات التي تكون عادةغير دقيقة وبعيدة عن الوصف الأكيد لدرجة اللون المرئي، ولتسهيل مهمة وصف الألوان وتسميتها بدقة أكثر فقد طور العلماء وخبراء اللون أنظمة تصنيف مختلفة أكثرها شيوعاً نظام منسل اللوني (Munsell).

 واذا اردنا بعض التفصيل لهذا النظام اللوني الهام فأننا سنقول إنّ نظامَ منسل اللونيِ هو أحد الوسائلِ الأكثر إنتشاراً لتصنيف الألوان، وقد صُمم  في وقت مبكر من عام  1900 مِن قِبل الرسام الأمريكي (ألبرت هـ  منسل)، ويُصنّفُ هذا النظامُ الألوانَ طبقاً للخصائصِ الأساسيةِ الثلاث مِنْ المظهر والأشراق والتشبع.

 

 

موجز تاريخ دراسات  اللون

 

 

النظريات المبكّرة لتحليل رؤيةِ اللون

وضع لعديد مِنْ المفكرين القدماء العديد من النظرياتَ حول طبيعةِ اللون منذ وقت مبكر، وفيما بعد أَكّدتْ التجاربَ العلميةَ أن البعض مِنْ تلك النظريات كان دقيقاً الى حد ما في دحضت الكشوفات العلمية المعاصرة البعض الآخر.

ومن أهم النظريات التأريخية التي أثرت على نحو واسع في مجل دراساتا اللون في العالم هي ما سيرد على هيئة اضاءات سريعة فيمايلي.

نظرية (أمبيدوقلس) الفيلسوف اليوناني الذي عاش في حوالي العام( 400 ) قبل الميلاد ونظريته الهامة حول اللون والتي طرح من خلالها اعتقاداً بأنّ رؤيةِ اللونِ يكون سببها الجزيئاتِ الصغيرة جداً التي تنبُعِث من الأجسامِ وتمَر خلالِ العيون، وإعتقدَ بأنّ العيونَ أمّا أنها تنتج ردّ فعل لوني للجزيئات أَو أنها تعترفَ بها وتستلمها  كرسائل ملونة.

أما في في العام (300) قبل الميلاد فقد قدم الفيلسوفَ اليونانيَ ( أفلاطون) تفسيراً لرؤية اللون مفاده أنّ رؤيةِ اللونِ يكون سببها الأشعةِ المنطلقةِ من العيونِ نحو الأجسامِ، في حين كان ( أرسطو) لَرُبَما الشخصَ الأولَ  الذي إدْرك بأنّ هناك علاقة بين اللونِ والضوءِ، لكنه أيضاً إعتقدَ بأنّ اللونِ يكون بسبب إنبعاث إشعاع شفاف من الأجسامِ الى العيون، أما ( جالينوس) الطبيب اليوناني الذي ولد بعد الميلاد بمئة عام  فقد إعتقدَ بأنّ رؤيةِ اللونِ تحدث لأن الأشعةَ التي تنطلق مِنْ العيون تشجّع الهواءَ المحيطَ لكي يحَمْل الصور الصغيرة جداً مِنْ الأجسامِ إلى العيونِ وإعتقدَ بِأَنَّ هذه الصورِ يتم تحليلها مِن قِبل روح بصرية تتَحرّكْ بين العيونِ والدماغ.*

* أمبيدوقلس ( 490-430 ق.م) فيلسوف يوناني و رجل دولة وشاعر، ولد في Agrigentum (صقيلية الآن Sicily.) و كَانَ أحد أهم أتباع الفيلسوف اليونانيِ فيثاغورس، و طبقاً لتعالم فلسفته الفيثاغورية، رَفضَ قُبُول التاجِ الذي عَرضَ عليه مِن قِبل شعب  صقلية بَعْدَ أَنْ ساعدَ في إسْقاط حكمِ الأقليّة الحاكمِة وبدلاً من تولي الحكم فَرضَ مبداء الديمقراطية.

أما الفيزياوي العربي (إبن الهيثم) في حدود العام (1000) للميلاد  فقد كان أول من أكد أنّ الرؤيةِ سببها إنعكاسِ الضوءِ مِنْ الأجسامِ إلى عيونِنا، وذَكرَ ِأَنَّ هذا الضوءِ المنعكسِ يُشكّلُ صوراً بصريةَ في العيونِ و إعتقدَ (إبن الهيثم) أنّ الألوانَ التي نَرى في الأجسامِ نَعتمدُ على الضوءِ الذي يسقط على لأجسامَ وعلى بَعْض خصائص الأجسامِ نفسها.

 

النظريات الأحدث في مجال تحليل رؤيةِ اللون

وجاء العام النجليزي (إسحق نيوتن) في أواخر( 1600 وأوائل 1700)، لينفذ العديد مِنْ التجاربِ للتَحرّي عن طبيعةِ اللونِ، و كان أول من إستعمل الموشور، الذي أثبت من خلاله أنَّ الضوءً إذا كان أبيضاً فهو يَحتوي كُلّ ألوان قوس قزحِ؛ وقد كان أول شخصَ يرى الأطياف الضوئية الملونة التي يمْكِنُ لها أَنْ تُدْمَجَ لتَشكيل الضوءِ الأبيضِ؛ كتب عندها (نيوتن) بأنّ الأشعةِ الضوئية نفسها ليست ملونة والإحساس باللونِ يُنتَجُ في الدماغ.

(يوهان ولفجانج فون غوته) الشاعر الألماني، في أواخر العام (1700 وبدايات العام  1800)،  جرّبَ بالأضواءِ والظلالِ المُلَوَّنة وكتب ما توصل اليه من نتائج في كتاب عن البصريات؛ كتاباته بَدتْ مُنَاقَضَة للعديد مِنْ نتائجَ وتوصلات نيوتن؛ حيث أن (غوته) لم يُعتقدْ بأنّ الأضواء المُلَوَّنةِ يُمْكِنُ أَنْ تُدْمَجَ لتَشكيل الضوءِ الأبيضِ، بل إعتقدَ بأنّ كُلّ الأضواء المُلَوَّنة كَانتْ في الحقيقة خلطاتَ من النور والظلامِ؛ تجارب (غوته) كَانتْ مفيدة جداً في عَرْض العديد مِنْ الصفات والسمات والخصائص الفيزيائية والنفسيبة والرمزية التي ترتبط برؤيةِ اللونِ؛ ولكن نظرياتَ (غوته) في اللونِ المستندة على هذه التجاربِ لَمْ تَعُدْ مقبولة مِن قِبل العلماءِ في العصر الحديث.*

أما نظرية المكوّنات الثلاث لرؤيةِ اللونِ فقد تم طرحها في العام ( 1801 ) مِن قِبل الفيزياوي الانكليزي الشاب (توماس داي)؛ وهي النظرية التي تم تطويرها عام  1850 مِن قِبل الفيزياوي الألماني، (هيرمان فون هيلمهولتز Helmholtz) والذي أصبحت نظريةَ المكوّناتَ الثلاث مَعروفة كذلك ( بِنظريةِ هيلمهولتز  Helmholtz) أَو( نظرية trichromatic) حيث تَقترحُ النظريةَ بأنّ العينَ لَها ثلاثة أنواع مِنْ الأليافِ الحسّاسة إلى الأطوال الموجية الضوئيةِ المختلفةِ؛ وعندما يسقط الضوءَ على الأليافَ، تُولّدَ تلك الألياف إشاراتَ كهربائيةَ تنتقل  مباشرةً إلى الدماغ، طبقاً لنظريةِ المكوّنات الثلاثة فان الأحاسيس باللونَ الذي يَظْهرُ في الدماغِ  ينتج عن إشاراتَ كهربائيةَ بطريقة بسيطة ومباشرة؛ وفعلاً أكدت التجاربُ العلميةُ  المستندة الى الحقائق التشريحية وجودُ ثلاثة أنواعِ من الأليافِ، وهي ماسيمى الآن بالمخاريط والقضبان ( العصيات).

 

 

 

 

العين

 

العين هو عضو البصرِ، وهو عضونا الأكثر أهميةً للإكتِشاف العالمِ من حولنا فنحن نَستعملُ عيونَنا في كُلّ شيء تقريباً حين نَقْرأُ وعندما نعَمَل في مشاهدة الأفلامَ والتلفزيونَ وفي اللعب  كما هو في نشاطات أخرى لايمكن معدودة،البصر كما يقال البصر إحساسُنا الأثمنُ، ويَخَافُ العديد مِنْ الناسِ عمى أكثر من أي عجز آخر، وربما أكثر من الموت نفسه.

 

أن قياس قطر مقلةُ العين الإنسانيةُ حوالي (25 ملليمتر) فقط  وبالرغم من ذلك العين يُمْكِنُ أَنْ تَرى أجسامَ على مسافات كبيرة تصل الى مئات الامتار ويمكن أن ترى أشياء دقيقة وصغير جداً كحبوبِ الرملِ؛ فالعين يُمْكِنُ أَنْ تُعدّلَ بؤرتَها بسرعة لتتمكن من التعامل مع ة بعيدة ونقطة قُرْيبة ويمكن توجيهها نحو جسمِ ثابت أو متحرك أثناء حركته.

 

في الحقيقة ان العين لا تَرى الأجسامَ ولكنها ترى الضوءَ المنعكس أو المنبعث، يمكن للعين أَنْ تَرى في الضوءِ الساطع أوفي الضوءِ الخافتِ، لَكنَّها لا تَستطيعُ الرُؤية في عدم وجود الضوء مطلقاً، حيث تَدْخلُ الأشعةُ الخفيفةُ العينُ من خلال الأنسجةِ الشفّافةِ فتُغيّرُ العينُ الأشعةَ إلى إشاراتِ كهربائيةِ عندها يتم ارسال هذه الإشاراتَ الدماغِ لكي تترجمُهم الى صور بصرية.

 

تُناقشُ هذه المقالةِ عيناً (عيون الحيواناتِ).

 

أجزاء العينِ

 

كُلّ مقلة عين تُحْلُّ a تجويف على هيئة مخروط وقائي في الجمجمةِ. هذا التجويفِ يُدْعَى المدارَ أَو المقبسَ. تُشكّلُ حافاتُها الحاجبَ وعظمَ الخدّ. النسيج السمين داخل المدارِ يُحيطُ مقلةَ العين تقريباً ويُوسّدُه ضدّ الضرباتِ. يُمكّنُ النسيجُ الناعمُ العينُ أيضاً لإدَارَة بسهولة في المدارِ. تُحرّكُ ستّ عضلاتِ مقلةَ العين في تقريباً نفس الشيء طريق التي تُحرّكُ الخيوطَ أجزاءَ a دمية.

 

تَتضمّنُ الأجزاءُ الخارجيةُ للعينِ الجفونَ، الملتحمة، الغدّد الدمعية، والحويصلة الدمعية. ثلاثة مِنْ طبقاتِ النسيجِ يُشكّلُ حائطَ مقلةِ العين: (1) الصلبة والقرنية، (2) منطقة uveal، و(3) شبكيّة العين. ضمن الحائطِ a يُوضّحُ , jellylike دَعتْ مادةَ المرحَ الزجاجيَ. تَحتلُّ هذه المادةِ حوالي 80 بالمائة مِنْ مقلةِ العين. يُساعدُ على إبْقاء شكلِ العينِ والضغطِ ضمن مقلةِ العين.

 

الأجزاء الخارجية.

إنّ جبهةَ مقلةِ العين محميةُ مِن قِبل الجفون. الرموش على شاشةِ الأغطيةَ خارج البعض مِنْ الغبارِ والجزيئاتِ الأخرى الذي قَدْ يَدْخلانِ العينَ ما عدا ذلك. أيّ حركة مفاجئة أمام العينِ أَو أيّ شئِ الذي يَمْسّانِ الرموشَ تُسبّبُ الأغطيةَ للرَمْش في a فعل إنعكاسي وقائي.

 

إنّ الملتحمةَ a غشاء الذي يُخطّطُ داخل الجفونِ ويَمتدُّ على جبهةِ الجزءِ الأبيضِ للعينِ. يُنتجُ مخاطاً , a يُوضّحُ، سائل مخاطيّ الذي يُزيّتُ مقلةَ العين. تُنتجُ الملتحمةُ بَعْض الدموعِ أيضاً، التي تُساعدُ على إبْقاء العينِ تُنظّفُ. على أية حال، أكثر الدموعِ تَجْعلُ بالغدّدِ الدمعيةِ. أي غدّة دمعية تَكْذبُ في الزاويةِ الخارجيةِ العلياِ لكُلّ مدار. كُلَّ مَرَّةٍ a شخص يَرْمشُ، الجفون نَشرتْ a يَصْقلُ طبقةَ المخاطِ ويُمزّقُ على العينِ. هذه السوائلِ ثمّ تَصْبُّ في القنواتِ الصغيرة جداً في الأغطيةِ. تُؤدّي القنواتُ إلى الحويصلةِ الدمعيةِ , a يُكيّسُ في الزاويةِ الداخليةِ الأوطأِ لكُلّ مدار. مِنْ الحويصلةِ الدمعيةِ، يُصرّفُ المخاطَ والدموعَ خلال a مرور إلى الأنفِ. بعد بُكاء الشخص يَجِبُ أَنْ يَنْفخَ الأنفَ لتَوضيح هذا نظامِ تصريفِ الكميةِ الفائضةِ للدموعِ.

 

الصلبة والقرنية يَشْملانِ الأنسجةِ القاسيةِ التي تُكوّنُ الطبقة الخارجية من مقلةِ العين ويَعطيانِه قوّةَ. تَغطّي الصلبةُ حوالي خمسة أسداس مِنْ مقلةِ العين، والقرنية حوالي سُدس. إنّ الصلبةَ الجزءُ الأبيضُ للعينِ. لَهُ القوّةُ وملمسُ الجلدِ الناعمِ. بالرغم من أن الصلبةِ تَظْهرُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَها العديد مِنْ الأوعية الدموية على سطحِها، أغلب هذه السُفُنِ جزءَ الملتحمةِ. القرنية لَيْسَ لَها أوعية دموية مطلقاً ولَها نسبياً قليلاً رطوبةُ. كنتيجة، هو شفّافُ. تَكْمنُ القرنيةُ في جبهةِ الجزءِ المُلَوَّنِ للعينِ وتَشْبهُ بلورَ a ساعة يدّ. تُمكّنُ القرنيةُ أشعةَ خفيفةَ لدُخُول مقلةِ العين.

 

إنّ منطقةَ uveal الطبقةُ المتوسّطةُ لحائطِ مقلةِ العين. لَهُ ثلاثة أجزاءِ. هم، من الأمام إلى الخلف: (1) السوسن، (2) جسم ciliary، و(3) choroids.

 

السوسنَ هو القرصُ المُلَوَّنُ الذي يقع خلف وراء القرنيةَ، يَأتي لونُ السوسنِ مِنْ مادة سوداء تدعى melanin. melanin الأكثر هناك والأقرب هو لسطحَ النسيجِ، الأظلم لون السوسنِ. على سبيل المثال، هناك melanin أكثر في العيونِ السمراءِ وmelanin أقربُ إلى السطحِ مِنْ العيونِ الزرقاءِ. بالأضافة إلى أعطىَ لونَ السوسنَ , melanin يَمتصُّ ضوءاً قوياً الذي قَدْ يُبهرُ العينَ ما عدا ذلك أَو يُسبّبُ رؤيةَ مشوّشة. Melanin نفس المادةِ التي تَعطي الجلدَ وشَعرَ لونِهم. دَعا الناسُ أبرصاً عِنْدَهُ قليلاً أَو لا melanin. عِنْدَهُمْ جلدُ حليبيُ أبيضُ، شَعر أبيض، وسوسن وردي الرماديِ. عيونهم حسّاسة جداً للإضَاْءة. أكثر الأبرصِ عِنْدَهُ رؤية ضعيفةُ جداً (تَرى أبرصاً).

 

في مركز السوسنِ a إفتتاح مستدير دَعا التلميذَ، الذي يَبْدو مثل a دائرة سوداء. يُنظّمُ حجمُ التلميذِ كميةَ الضوءِ التي تَدْخلُ العينَ. تُعدّلُ عضلتان في السوسنِ حجمَ التلميذِ آلياً إلى مستوى الضوءِ. في الضوءِ الخافتِ، تُكبّرُ عضلةَ dilator التلميذ. نفس قدر الضوء كما محتملة يُمْكِنُ أَنْ ثمّ تَدْخلُ العينَ. في الضوءِ اللامعِ، تَجْعلُ عضلةَ المصرةَ التلميذَ أصغرَ، التي تَمْنعُ الضوءَ الأكثر من اللازمَ مِنْ دُخُول العينِ. يُصبحُ التلميذُ أصغرُ أيضاً عندما العينُ تَنْظرُ إلى a جسم قريب، هكذا يَجْلبُ الصورةَ إلى البؤرةِ الحادّةِ.

 

يُطوّقُ جسمُ ciliary السوسن. هي مُرتَبِطُ بالأليافِ القويةِ إلى العدسةِ البلّوريةِ، التي تَكْذبُ مباشرة وراء السوسنَ. إنّ العدسةَ a تركيب مرن حول الحجمِ وشكلِ قرصِ أسبيرينِ. مثل القرنيةِ، العدسة شفّافةُ لأنها لَيْسَ لَها أوعية دموية وتُجفّفُ نسبياً. عضلات ciliary تَعطي شكلاً تعديلاتَ صنعِ الثابتةِ في شكلِ العدسةِ. هذه التعديلاتِ تُنتجُ a صورة بصرية حادّة في جميع الأوقات بينما تُحوّلُ العينَ بؤرةً بين الأجسامِ القريبةِ والبعيدةِ. يُنتجُ جسمُ ciliary أيضاً a يُوضّحُ، ماء قرنية مسمّى سائلِ مائيِ. هذا السائلِ يَغذّي ويُزيّتُ القرنيةَ والعدسةَ، وهو يَمْلأُ المنطقةَ بينهم. يُنتجُ جسمُ ciliary ماء قرنية بشكل مستمر. يَصْبُّ السائلُ القديم في a نظام تصريفِ في a أخدود دائري إسفنجي حيث القرنية والصلبة يَجتمعانِ. هو ثمّ يُسافرُ خلال عروقِ مقلةِ العين إلى عروقِ الرقبةِ.

 

يُشكّلُ choroid خلف منطقةِ uveal. يَنْظرُ ويَحسُّ a نشافة نَقعتْ بالحبرِ الأسودِ. choroid عِنْدَهُ العديد مِنْ الأوعية الدموية. الدمّ مِنْ choroid يَغذّي الجزءَ الخارجيَ لشبكيّةِ العين.

 

شبكيّة العين تُكوّنُ الطبقة الأعمق من حائطِ مقلةِ العين.

 

 

 

 

 

هي حول هشّ كقطعةِ المنديلِ الرطبِ. أضئْ خلايا حسّاسةَ في شبكيّةِ العين تَمتصُّ أشعةَ خفيفةَ وتُغيّرَهم إلى الإشاراتِ الكهربائيةِ. هناك إثنان مِنْ أنواعِ هذه قضبانِ ومخاريطِ الخلايا الخفيفةِ الحسّاسةِ. إنّ الخلايا تَسمّي لشكلِهم. شبكيّة العين لَها حوالي 120 مليون قضيبَ وحوالي 6 مليون مخروطَ.

 

قطع الصبغةِ (لَوّنتْ مادّةً) في القضبانِ والمخاريطِ تَمتصّانِ حتى الجزيئةَ الأصغرَ للضوءِ التي تَضْربانِ شبكيّةَ العين. إنّ الصبغةَ في القضبانِ تُدْعَى rhodopsin أَو أرجوان بصري. يُمكّنُ العينَ لرُؤية ظلالِ رماديِ وللرُؤية في الضوءِ الخافتِ. هناك ثلاثة مِنْ أنواعِ الصبغةِ في المخاريطِ. يُمكّنونَ العينَ لرُؤية الألوانِ ولرُؤية الصورِ الحادّةِ في الضوءِ اللامعِ. يَمتصُّ Cyanolabe ضوءاً أزرقاً. يَمتصُّ Chlorolabe ضوءاً أخضراً. يَمتصُّ Erythrolabe ضوءاً أحمراً. هذه الصبغاتِ تُمكّنُنا لتَمييز أكثر مِنْ 200 لون.

 

قُرْب مركزِ شبكيّةِ العين a منطقة مستديرة دَعتْ macula lutea أَو macula. يَتضمّنُ macula بصورة رئيسية مِنْ المخاريطِ. يُنتجُ a صورة حادّة مِنْ المشاهدِ في أَيّ العيونِ تُهدّفُ مباشرة، خصوصاً في الضوءِ اللامعِ. تُزوّدُ بقيّة شبكيّةِ العين الرؤيةَ الخارجيةَ التي، يُمكّنُ العيونَ لرُؤية الأجسامِ إلى الجانبِ بينما يَبْدو مستقيماً للأمام. أغلب القضبانِ تَكْمنُ في هذا جزءِ شبكيّةِ العين. لأن القضبانَ أكثر حسّاسية في الظلامِ مِنْ المخاريطِ، أجسام إغماءِ في أغلب الأحيان يُمْكِنُ أَنْ تُرى جداً أكثر إذا العيونِ لَمْ تُهدّفْ مباشرة فيهم. على سبيل المثال، نَظْر إلى جانبِ a تُعتّمُ نجماً تَجْعلُ سقوطَ صورتِها من ناحية شبكيّةَ العين التي لَها أكثر القضبانِ وتُزوّدُ أفضل رؤيةِ في الضوءِ الخافتِ.

 

رَبطتْ أليافُ عصبِ بالقضبانِ والمخاريطِ تَنضمّانِ إلى مركز شبكيّةِ العين وتُشكّلا العصبَ البصريَ. هذا العصبِ يَشْملُه حول a مليون ليفة. يَعْملُ كa سلك مرن الذي يُوصلُ مقلةَ العين إلى الدماغِ. في الحقيقة، العصب البصري وشبكيّة العين في الحقيقة إمتداداتَ الدماغِ. يَحْملُ العصبُ البصريُ الإشاراتُ الكهربائيةُ أنتجتْ في شبكيّةِ العين إلى الدماغِ، التي تُترجمُهم كصور بصرية.

 

النقطة حيث يَدْخلُ العصبَ البصريَ العينَ المعروفة بالنقطة المخفيةِ. هي لَيْسَ لَها قضبانُ أَو مخاريطُ ولذا لا تَستطيعانِ الرَدّ على الضوءِ. عادة , a شخص لا يُلاحظُ النقطة المخفيةَ لأن تَغطّي مثل هذه المنطقةِ الصغيرةِ والعيونِ يَجْعلانِ العديد من الحركاتِ السريعةِ. بالإضافة، أيّ شئ الذي نقطة مخفية عينِ واحدة لا تَستطيعُ رُؤية يُرى بالعينِ الأخرى. شاهدْ نقطة مخفيةَ.

 

كيف نَرى

 

التَركيز. الأشعة الخفيفة التي تَدْخلُ العينَ يَجِبُ أَنْ تَصلَ إلى نقطة على شبكيّةِ العين لa تُوضّحُ الصورةَ البصريةَ للتَشكيل. على أية حال، الأشعة الخفيفة تلك أجسامِ تَعْكسُ أَو تَبْعثُ لا تَتحرّكُ طبيعياً نحو أحدهما الآخر. بدلاً مِن ذلك، هم أمّا إنتشروا أَو يُسافرونَ تقريباً متوازي. أجزاء تَركيز العينِ التي تَحني القرنيةَ والعدسةَ الأشعةَ نحو أحدهما الآخر. تُزوّدُ القرنيةُ أغلب الإنكِسار (الإنحْناء) قوَّة العينِ. بَعْدَ أَنْ تَعْبرُ الأشعةَ الخفيفةَ القرنيةَ، يُسافرونَ خلال ماءِ القرنية والتلميذِ إلى العدسةِ. تَحني العدسةُ الأشعةَ أقربَ حتى سوية قَبْلَ أَنْ يَمْرّونَ بالمرحِ الزجاجيِ ويَضْرُبوا شبكيّةَ العين. الأشعة الخفيفة مِنْ الأجسامِ في أَيّ العيونِ مُهَدَّفة تَجيءُ سوية في fovea centralis , a حفرة صغيرة جداً في مركزِ macula. هي منطقةُ الرؤيةِ الأحدِّ. الأشعة الخفيفة مِنْ الأجسامِ إلى الجوانبِ تَضْربُ مناطقَ أخرى مِنْ شبكيّةِ العين.

 

تَتغيّرُ القوَّةُ المُنْكَسِرةُ للعدسةِ بشكل ثابت بينما تُحوّلُ العينَ بؤرةً بين الأجسامِ القريبةِ والواحدِ البعيدةِ. الأشعة الخفيفة مِنْ الأجسامِ القريبةِ إنتشرتْ، وتلك مِنْ الأجسامِ البعيدةِ تُسافرُ تقريباً متوازي. لذا، العدسة يَجِبُ أَنْ تُزوّدَ قوَّةَ إنحْناء أعظمِ للأشعةِ الخفيفةِ مِنْ الأجسامِ القريبةِ للمَجيء سوية. هذه القوَّةِ الإضافيةِ تُنتَجُ مِن قِبل a تُعالجُ مسمّاة الإسكانِ. في هذه العمليةِ، إحدى عضلاتِ ciliary تَعطي شكلاً العقودَ، بذلك يُخفّفُ الأليافَ التي تُوصلُ جسمَ ciliary إلى العدسةِ. كنتيجة، العدسة تُصبحُ مستديرةً وأثخنَ وهكذا أكثر قوَّةً. عندما العين تَنْظرُ إلى الأجسامِ البعيدةِ، عضلة جسمِ ciliary تَرتاحُ. يَشْدُّ هذا العملِ الأليافَ التي تُوصلُ إلى العدسةِ، والعدسة تُصبحُ أكثر تسطّحاً. لهذا السبب، العين لا تَستطيعُ تَشكيل a صورة حادّة a جسم قريب وa واحد بعيد في نفس الوقت.

 

إدراك العمقِ

 

إدراك العمقِ هو القدرةُ لحُكْم المسافةِ ولإخْبار سُمكِ الأجسامِ. نظام عدسةَ العينِ، مثل عدسةِ a آلة تصوير، صور عكوسِ. هكذا، الصور التي تُشكّلُ على شبكيّةِ العين كثير مثل أولئك أنتجَ على الفلمِ في a آلة تصوير. إنّ الصورَ رأساً على عقب وعَكستْ اليسارَ إلى الحقِّ. هم أيضاً بدون تغيير، كما في a صورة. على أية حال، يُترجمُ الدماغَ الصورَ ك هم حقاً. قدرة الدماغِ لتَرْجَمَة جانب الصورِ الأيمنِ الشبكيِ الغيرِ المَعْكُوسِ أعلى، وبتعمّق تَجيءُ مِنْ التجربةِ التي تَبْدأُ في a ولادة شخصِ.

 

الأعصاب البصرية مِنْ العينين تَجتمعانِ في قاعدةِ الدماغِ في a تُشيرانِ مسمّاة chiasm البصري. في chiasm البصري، نِصْف الذي ألياف العصبَ مِنْ كُلّ عين تُعبّرُ وتَنضمُّ إلى الأليافِ مِنْ العينِ الأخرى. يَستلمُ كُلّ جانب الدماغِ رسائلَ بصريةَ مِنْ كلتا العيون. تَدْخلُ أليافُ العصبَ مِنْ الحقِّ نِصْف كُلّ عين الجانب الأيمن مِنْ الدماغِ. تَحْملُ هذه الأليافِ رسائلَ بصريةَ مِنْ الأجسامِ التي أَنْ a يسار شخصِ. تَدْخلُ أليافُ العصبَ مِنْ اليسارِ نِصْف كُلّ عين الجانب اليسار للدماغِ. تَحْملُ هذه الأليافِ رسائلَ بصريةَ مِنْ الأجسامِ التي أَنْ a حقّ شخصِ. هكذا، إذا واحد مِنْ جانبِ الدماغِ يُصبحُ متضرّراً، الجانب المعاكس a مجال رؤيا شخصِ قَدْ يُخفّضُ. مثل هذا الضررِ قَدْ يَحْدثُ كنتيجة لa ضربة، جرح، أَو ورم.

 

إنّ العيونَ حول 21/2 بوصات (6.4 سنتيمتر) ما عَدا المركزِ للتَمَركُز. لهذا السبب، تَرى كُلّ عين الأشياء مِنْ a زاوية مختلفة قليلاً وتُرسلُ رسائلَ مختلفةَ قليلاً إلى الدماغِ. الإختلاف يُمْكِنُ أَنْ يُعْرَضَ بالتركيز على a جسم قريب أولاً بعينِ واحدة غَلقَ وبعد ذلك بالعينِ الأخرى غَلقتْ. رَأتْ الصورةُ بكُلّ عين مختلفةُ قليلاً. يَضِعُ الدماغُ الصورَ سوية وهكذا يُزوّدُ فهمَ عمقِ، دَعا رؤيةَ تجسيميةَ أيضاً أَو رؤيةَ ثلاثية الأبعادَ. الصورة شكّلتْ بالدماغِ لَها سُمكُ وشكلُ، والدماغ يُمْكِنُ أَنْ يَحْكمَ مسافةَ الجسمِ.

 

يَتطلّبُ فهمَ العمقِ الطبيعيِ بأنّ العيونَ تَعْملُ سوية في a تُعالجُ مسمّاة الرؤيةِ أَو الإنشطارِ ذو العينينِ. في هذه العمليةِ، تُحرّكُ عضلاتَ العينَ العيونَ لكي تضيئُ الأشعةَ مِنْ سقوطِ جسمِ في a نقطة مطابقة على كُلّ شبكيّة عين. عندما نَظْر أجسامِ تُغلقُ، العيون تَدُورُ داخليةَ قليلاً. عندما يَنْظرُ الأجسامَ البعيدةَ، العيون متوازية تقريباً. إذا صورِ لا تَهْبطُ في a نقطة مطابقة على كُلّ شبكيّة عين، هم سَيَكُونونَ مشوّش أَو يَكُونونَ رَأوا كضِعف، أَو الدماغ سَيُهملُ أحدهمَ.

 

في أكثر الناسِ، رسائل بصرية أقوى في عينِ واحدة ومن جهة الدماغِ مِنْ الآخرينِ. أكثر الناسِ "حقّ ذو عيون "أَو" يسار ذو عيون، "كما هم أيمن أَو عسر. على سبيل المثال، يُفضّلونَ عينَ واحدة أَو الآخرينَ عندما توجيه a آلة تصوير أَو a بندقية.

 

التكيّف لإضَاْءة وظلامِ جزئياً تَحْتَ سَيْطَرَة التلميذِ. في الضوءِ القويِ، التلميذ قَدْ يُصبحُ صغير كpinhead ولذا يَمْنعُ العين من أنْ يَكُونَ متضرّر أَو أبهرَ بالضوءِ الأكثر من اللازمِ. في الظلامِ، هو يُمْكِنُ أَنْ يُصبحَ تقريباً كبيرة ككامل السوسنِ، هكذا يُدخلُ نفس قدر الضوءَ كمحتمل. على أية حال، الجزء الأكثر أهميةً للتكيّفِ لإضَاْءة وظلامِ يَحْدثُ في شبكيّةِ العين.

 

الأشعة الخفيفة مُنغَمِسة بالصبغاتِ في القضبانِ ومخاريطِ شبكيّةَ العين. الصبغات تَشْملُ فيتامين أي فيتامين أي والبروتينَ يُساعدانِ على إعْطاء الصبغاتِ لونِهم. يُمكّنُ اللونُ الصبغاتَ لإِمْتِصاص الضوءِ. يُغيّرُ الضوءُ التركيبَ الكيميائيَ لفيتامين أي ويَقْصرُ اللونَ في الصبغاتِ. تُولّدُ هذه العمليةِ إشارةَ كهربائيةَ التي يُرسلُ العصبَ البصريَ إلى الدماغِ. بعد الصبغاتِ قُصّرتْ، يَتحرّكُ فيتامين أي إلى a جزء شبكيّةِ العين المعروف بظهارةِ pigmented الشبكية (آر بي إي). يَستعيدُ الفيتامينُ تركيبُه الكيميائيُ الأصليُ في آر بي إي وبعد ذلك يَعُودُ إلى القضبانِ والمخاريطِ. هناك، يَنضمُّ إلى جزيئاتِ البروتينِ ويُشكّلُ صبغاتَ جديدةَ.

 

تجديد rhodopsin، الصبغة التي تُمكّنُ العينَ للرُؤية في الضوءِ الخافتِ يَحْدثُ بشكل كبير في الظلامِ. فوراً بَعْد أنْ عُرّضَ إلى الضوءِ اللامعِ، العيون لا تَستطيعُ رُؤية حَسناً في الضوءِ الخافتِ بسبب rhodopsin المُقَصَّر. يَأْخذُ حوالي 10 إلى 30 دقيقةِ لrhodopsin الّذي سَيُجدّدُ، إعتِماد على كَمْ قُصّرَ. أثناء هذا الوقتِ، يَعتادُ العيونُ على الظلامِ.

 

صبغات المخروطَ، التي تُزوّدُ رؤيةً حادّةً في الضوءِ اللامعِ، وارد أقل وقت مِنْ rhodopsin الّذي سَيُجدّدُ. تَعتادُ العيونُ على أسرعِ كثيرِ خفيفِ لامعِ مِنْ أَنَّهُمْ إلى الظلامِ. التكيّف مِنْ الظلامِ لإضَاْءة إعتِماد بشكل كبير على التغييراتِ في خلايا شبكيّةَ العين العصبيةِ.

 

عيوب العينِ

 

عيوب العينِ بين الأكثر شيوعاً لكُلّ الاِضطرابات الطبيعية. بَعْض العيوبِ لا يُمْكن أنْ تُعالجَ، لكن الرؤيةَ يُمْكِنُ أَنْ تُحَسّنَ بواسطة eyeglasses، عدسات لاصقة، أَو جراحة. العيوب الأكثر شيوعاً مِنْ العينِ تَتضمّنُ (1) nearsightedness، (2) حلم، (3) إنحراف بصر، (4) حَول، و(5) عمى ألوان. أي نوع الجراحةِ دَعا إل أي إس آي كْي (ليزر في موقعه الأصلي keratomileusis) يُمْكِنُ أَنْ يُصحّحَ nearsightedness، حلم، وإنحراف بصر. في هذه الجراحةِ , a ليزر يُستَعملُ لتَشكيل ثانية القرنيةِ.

 

Nearsightedness، أيضاً مسمّى قصرِ النظر، مُمَيَّزُ برؤيةِ المسافةِ المشوّشةِ، مع ذلك قُرْب رؤيةِ يَبْقى حادّاً ماعدا في الحالاتِ المتطرّفةِ. في أكثر حالاتِ nearsightedness، مقلة العين طويلةُ جداً من الأمام إلى الخلف. كنتيجة، يضيئُ الأشعةَ مِنْ الأجسامِ البعيدةِ تَجتمعُ قَبْلَ أَنْ يَصِلونَ شبكيّةَ العين. عندما الأشعة الخفيفة تَضْربُ شبكيّةَ العين، يُشكّلونَ a شوّهَ صورةً. Eyeglasses أَو العدسات اللاصقة الذي مقعّرة يَجْلبانِ الأشعةَ الخفيفةَ سوية في شبكيّةِ العين والأكثر صحّة حالاتِ nearsightedness. العدسات المقعّرة أنحف في المنتصفِ مِنْ الحافاتِ. شاهدْ Nearsightedness.

 

الحلم، أيضاً مسمّى hyperopia، يَحْدثُ في أكثر الحالاتِ لأن مقلةَ العين قصيرةُ جداً من الأمام إلى الخلف. مالم العدسة تُسكنُ، يضيئُ الأشعةَ مِنْ الأجسامِ البعيدةِ تَصِلُ شبكيّةَ العين قَبْلَ أَنْ يَجتمعونَ، تسبّب a شوّهَ صورةً. عدسة a عين وضع طبيعي تَبْقى نسبياً بدون تغيير لرؤيةِ المسافةِ وتُصبحُ أثخن للأجسامِ القريبةِ الّتي سَتُجْلَبُ إلى البؤرةِ. في a عين بعيدة النظر، على أية حال، العدسة يَجِبُ أيضاً أَنْ تَثْخنَ لرؤيةِ المسافةِ الحادّةِ. تَستلمُ العينُ البعيدة النظرُ صورُ حادّةُ مِنْ الأجسامِ البعيدةِ. لكن الإستعمالَ الثابتَ لعضلاتِ ciliary يَعطي شكلاً تَعديل شكلِ العدسةِ قَدْ يُسبّبُ حسورَ عين وصداعَ. بالإضافة، العدسة قَدْ لا تَثْخنُ بما فيه الكفاية لحادِّ قُرْب رؤيةِ. أقداح أَو العدسات اللاصقة الذي حلمَ صحيحَ محدّبَ. العدسات المحدّبة أثخن في المنتصفِ مِنْ الحافاتِ. شاهدْ حلماً.

 

بين أعمارِ 40 إلى 50, a تَبْدأُ عدسةُ شخصِ بتصلّب ولفَقْد قدرتِها للثُخْن. هذا الشرطِ يُدْعَى قصوَّ بصر، وهو يُؤثّرُ على تقريباً كُلّ الناس المتوسطو العمر والمسنون. في الوقت a شخص يساوي تقريباً 60, العدسة لَها تقريباً لا مرونةَ ويُمْكِنُ أَنْ تُسكنَ بالكاد. بسبب قصوِّ البصر، يَحتاجُ أكثر الناسِ المتوسطو العمرِ والمسنينِ الأقداحِ لقراءة وتَغْلقُ عملاً. إذا لَبسوا الأقداحَ قبل ذلك، هم قَدْ يَحتاجونَ أقداحَ جديدةَ بالعدساتِ الثنائية البؤرةِ.

 

إنحراف البصر عادة سببه a شوّهَ قرنيةً. كنتيجة للشكلِ الشاذِّ، كُلّ الأشعة الخفيفة مِنْ جسمِ لا يَجيءُ سوية في نُقطَةٍ مَا في العينِ. بَعْض الأشعةِ قَدْ تُركّزُ على شبكيّةِ العين. لكن الآخرين قَدْ يَجتمعونَ قَبْلَ أَنْ يَصِلونَ شبكيّةَ العين، أَو هم قَدْ يَصِلونَ شبكيّةَ العين قَبْلَ أَنْ يَجتمعونَ. تُنتجُ أكثر حالاتِ إنحرافِ البصر رؤيةَ مشوّشة كلاهما قريبة وعلى مسافة. في الحالاتِ المعتدلةِ، هناك قَدْ يَكُون حسورَ عين وصداعَ لكن الرؤيةَ الحادّةَ جداً. إنحراف البصر قَدْ يُندَمجُ مع nearsightedness، حلم، أَو قصوّ بصر. لتَصحيح إنحرافِ البصر، يَصِفُ أطباءَ الأقداحَ أَو العدسات اللاصقةَ الذي لَهُما مكوّناتُ إسطوانيةُ. العدسات الإسطوانية لَها قوَّةُ إنحْناء أعظمِ في محورِ واحد مِنْ الآخرين. شاهدْ إنحرافَ بصر.

 

الحَول a عيب الذي فيه العيون لَمْ تُستَعملْ سوية. إحدى العيونِ مُنْحَرفةُ (دارتْ بعيدة جداً في إتّجاهِ واحد) كُلّ أَو جزء الوقتِ. في أكثر الحالاتِ، العين المُنْحَرفة مقلوبةُ أمّا نحو الأنفِ , a شرط دَعا عبرَ العينَ، أَو نحو الجانبِ , a دَعا شرطَ walleye. يَحْدثُ الحَولُ في أغلب الأحيان جداً في الأطفالِ الشبابِ. في الأطفالِ بالحَولِ، كُلّ عين تَرى a جزء مختلف a مشهد وتُرسلُ a رسالة مختلفة جداً إلى الدماغِ. في أكثر الحالاتِ، يَمِيلُ الدماغُ إلى إهْمال الرسالةِ الأضعفِ الواحد مِنْ العينِ المُنْحَرفةِ. تَشويه أَو إزدواج الرؤية أيضاً قَدْ يَحْدثانِ. العديد مِنْ حالاتِ الحَولِ يُمْكِنُ أَنْ تُصحّحَ إذا مُكتَشَفةِ مبكراً. الحَول قَدْ يُعالجُ بواسطة الأقداحِ، عين تَسْقطُ، جراحة على عضلاتِ واحد أَو كلتا العيون، أَو a رقعة لَبستْ لفترة من الوقت على إحدى العيونِ في أكثر الحالاتِ، غير المُنْحَرفة الواحد. مالم حَول يُصحّحُ مبكّر، رؤية في العينِ المُنْحَرفةِ قَدْ تُخفّضُ بشكل دائم. هذا الشرطِ يُدْعَى ضعفَ بصر strabismic أَو عين بطيئة. شاهدْ حَولاً.

 

عمى الألوان، أيضاً مسمّى نقصِ رؤيةِ اللونِ أَو يُلوّنُ رؤيةَ معيوبةَ، يُشيرُ إلى الصعوبةِ يُخبرُ الألوانَ على حِدة. قليل جداً ناس غير قادرين على تَمييز الألوانِ مطلقاً. في أكثر حالاتِ عمىِ الألوان، بَعْض الألوانِ مشوّشة مَع الآخرين. على سبيل المثال , a جسم أخضر قَدْ يَبْدو أسمر. عمى الألوان سببه حالاتِ الشذوذ في صبغاتِ مخاريطِ شبكيّةَ العين. تقريباً كُلّ عمى الألوان حاضر في الولادةِ. ذكور أكثر مِنْ الإناث مصابات بعمى الألوان. الشرط لا يُمْكن أنْ يُصحّحَ، لَكنَّه لا يَحصَلُ عَلى أسوأِ. شاهدْ عمىَ ألوان.

 

.

 

الأسئلة

 

أَيّ أجزاء أشعةِ ضوءِ بؤرةِ العينَ على شبكيّةِ العين؟

 

كَيفَ صبغات القضبانِ والمخاريطِ تَختلفانِ في رَدِّهم للإضَاْءة؟

 

ما عيون مركّبة؟ العيون البسيطة؟

 

ماذا عَمِلَ العصب البصري؟

 

ماذا تَجْعلُ القرنيةُ شفّافةُ؟

 

ما الحَول؟ أي ماء عين؟ الزَرَق؟

 

أَيّ جزء مقلةِ العين يُنظّمُ كميةَ الضوءِ الذي يَدْخلُ العينَ؟

 

لماذا أكثر الناسِ المتوسطو العمرِ والمسنينِ يَحتاجونَ الأقداحَ لقراءة وتَغْلقُ عملاً؟

 

ماذا retinopathy مريض بالسكر؟

 

لماذا هي مستحيلة للعينِ الإنسانيةِ تُشكّلُ a صورة حادّة a جسم قريب وa واحد بعيد في نفس الوقت؟

 

المصادر الإضافية

 

سوّ أنا

 

Jedrosz، Aleksander. العيون. المتصيّد، 1992.

 

Lauber، باتريسيا. ماذا تَرى وكَيفَ تَراه؟ التاج، 1994.

 

سينكلير، ساندرا. العيون الإستثنائية: هكذا تَرى حيواناتَ العالمَ. الوجه، 1992.

 

مستوى الثّاني

 

كاسيل، مايكل دي .، وآخرون. كتاب العينَ. Johns هوبكنز، 1998.

 

Gayton، جوني إل .، وLedford، جْي . آر. الدليل الواضح جداً للمُشَاهَدَة مدى الحياة. Starburst، 1996.

 

Hubel، ديفيد إتش. العين، دماغ، ورؤية. 1988. إعادة الطبع. العلمي صباحاً. Bks. ، 1998.

 

Rodieck، آر . دبليو. الخطوات الأولى في الرُؤية. Sinauer، 1998.

 

Zinn، والتر جْي .، وسليمان، هيربيرت. الدليل الكامل إلى Eyecare، Eyeglasses وعدسات لاصقة. ed الرابع. العمر، 1996.

 

---- نهاية المقالةِ ----

 

 

 

الدماغ

الدماغ هو السيد المسيطر على جسم الانسان وتصرفاته، حيث يستلم الدماغ المعلومات والاحداثيات عن الاحداث والظروف التي تحدث في داخل الجسم وخارجه، كذلك يمتلك الدماغ القدرة على تحليل المعلومات الواردة اليه ومن ثم يقوم بارسال الايعازات، التي بموجبها يمكن السيطرة على وظائف الجسم وافعاله بسرعة بالغة.

ومن وظائفه أيضاً القيام بخزن المعلومات عن الاحداث التي مرت به، والتي يمكن بواسطته التعلم وتكوين الذاكرة؛ (اضافة الى كون الدماغ هو مكان او مصدر انتاج المزاج والعواطف؛ ففي حالة الحيوانات البدائية البسيطة كالدود والبعوض فان  الدماغ عند هذه الكائنات يتكون من مجاميع بسيطة من الخلايا العصبية ( nerve cells )؛ اما الحيوانات الفقرية فانها تمتلك دماغا معقدا يتكون من اجزاء معقدة ومختلفة، كما توجد بعض الحيوانات التي تمتلك دماغا متطورا نسبيا في المقارنة بباقي الحيوانات مثل القردة والدلافين).*

اما الانسان فهو الكائن الذي يمتلك اكثر الادمغة تطورا من جميع المخلوقات، حيث يتكون الدماغ لدى الانسان من ملايين الخلايا المرتبطة مع بعضها والتي تمكنه بدورها من انتاج المواقف وحل المسائل الصعبة وانشاء الاعمال الفنية.

يتكون دماغ الانسان من مادة جيلاتينية يكون لونها (وردي مائل للرمادي قليلاً)، وهو على شكل شبه كروي ويوجد على سطح هذه الكرة الجيلاتينية العديد من الارتفاعات والاخاديد. ( الشكل       )

(يكون وزن دماغ الطفل حديث الولادة أقل من 1 باوند ( 0.5) كغم وبمرور الوقت وعندما يبلغ السادسة من عمره يصل وزن الدماغ البشري الى 3 باوند (1.4) كغم معظم الخلايا العصبية الموجودة بالدماغ تكون موجودة عند الولادة. ولكن الزيادة الناتجة عن نمو الخلايا العصبية وتطور الخلايا الساندة في الدماغ والروابط بينهما).* ويكون خلال السنة السادسة من العمرمدى قابلية الشخص للتعلم واكتساب المهارات في اعلى واسرع مستويات خلال العمر.

يتم تزويد الدماغ بالاوكسجين والغذاء المطلوب عن طريق شبكة اوعية دموية كبيرة، ومن الجدير بالذكر ان (وزن الدماغ يمثل 2%  من وزن حجم الانسان ولكنه يستعمل 20% من الاوكسجين الموجود في الجسم عند الراحة ويمكن للدماغ  العيش بدون اوكسجين لمدة 3-5 دقائق قبل حصول اي ضرر خطير في الدماغ).*

يقع الدماغ عند النهاية العليا ( للحبل الشوكي) (spinal cord ) و(الحبل الشوكي هو عبارة عن حزمة ( كيبل) من الخلايا العصبية (nerve cell) التي تمتد من الرقبة الى ثلثي 3/2 من العمود الفقري. الجزء الذي يقع قبل النخاع الشوكي يسمى الجسم المنحني (pons) والذي يربط فصي المخيخي والذي تحتوي على الالياف العصبية التي تربط المخ بالمخيخ وفوق الجسر المخيخي يوجد الدماغ المتوسط (midbrain) المركز العصبي الموجود في الدماغ المتوسط يساعد في تنظيم حركات العين وفي حجم وتوسع البؤبؤ).* وللتدقيق في المنحى البصري للدماغ فاننا يجب أن نعلم تشريحياً أن (في النهاية العليا لجذع الدماغ (brains ten) يوجد السرير البصري (thalami’s ) وتحت السرير البصري (thalamus) وحقيقة أنه يوجد سريران بصريان واحد الى اليمنى من جذع الدماغ والاخر الى اليسار منه كل واحد منهم يستلم الايعازات العصبية من مختلف اجزاء الجسم ويوجهم الى الجزء الخلفي من القشرة المخية اما وظيفته (hypothalamus) تحت السرير البصري فهو تنظيم حرارة الجسم، الشعور بالجوع والاحاسيس الداخلية الاخرى. كما يساهم في تنظيم عمل الغدة النخامية القريبة (pitutarygl) وهي الغدة المسيطرة على الجسم والاهم في الجسم وهناك شبكه من الالياف العصبية تسمى الشبكة المحثية (reticular formats) تقع ضمن الجذع الدماغي هذه الشبكة تساعد في تنظيم حالة الوعي والشعور لدى الانسان).*

 

خلايا الدماغ

 

 (يتكون الدماغ  البشري من 10- 100 بليون خلية عصبية (neurons) بعد بلوغ الانسان عمر الـ (20) سنة بعض الخلايا تموت او تضمحل كل يوم وعلى طول العمر المتبقي هذا الفقدان يساوي اقل من 10 %  من نسبة جميع خلايا الدماغ العصبية الحية).

وجد العلماء من خلال الابحاث التي اجريت ان البالغين من الممكن ان تتولد لهم خلايا جديدة في في الجزء المسؤول عن التعلم والذاكرة.

أما الحبل الشوكي فهو الذي يحمل او ينقل الرسائل والايعازات بين الدماغ وبقية اجزاء الجسم، بالاضافة الى الحبل الشوكي (يوجد 12 زوجا من الاعصاب المركزية التي تربط الجسم مباشرة بالدماغ والعكس).

يعمل الدماغ بطريقة مشابهة لعمل كل من جهاز الحاسوب والمعمل الكيمياوي؛ فخلايا الدماغ تولد اشارات كهربائية وترسل من خلية الى خلية عن طريق دورة معينة وكما في جهاز الحاسوب هذه الدورة (circuit) تستلم وتتعامل وتخزن وتسلم المعلومات الواردة، اما مالايشبه الحاسوب فالدماغ ينشيء هذه الاشارات الكهربائية بواسطة طرق كيميائية، فالحالة المثلى لوظيفة الدماغ تعتمد على مجموعة من المركبات الكيميائية التي تنتج بواسطة خلايا الدماغ.

قام العلماء في مجالات متعددة معا بدراسات للتركيب والوظيفة والتكوين الكيميائي للدماغ وهذا المجال من الدراسة يسمى العلوم العصبية او العلوم العصبية الحياتية ( neurobiology) والتي تمكننا من رفع  مستوى فهمنا للدماغ وطريق عمله. ولكن الكثير يبقى غير مفهوم فالعلماء لا يعملون لحد الان كيف ان العمليات الفيزيائية والكيميائية في الدماغ تمكن الدماغ من ان يقوم بفعاليته الذهنية انتاج الوعي والأفكار والمواقف الاغتبارية.

 

اجزاء الدماغ

يتكون الدماغ من ثلاثة اقسام رئيسة:

1- المخ (cerebrum)

2- المخيخ (cerebellum)

3- جذع الدماغ (brains tan)

 

ولكل جزء يتكون اساسا من خلايا عصبية تسمى (neurons) وخلايا ساندة محيطية (glia)

 

1- المخ

 (cerebrum) ويكون 85% من وزن الدماغ، وفيه اخدود طويل يسمى الاخدود الطولي( longitude fissure ) يقسم المخ الى جزئين الاول يسمى بفص المخ الايمن والثاني نصف المخ الايسر ( right left cerebral hemisphere) النصفين او الفصين متصلين مع بعضهما بواسطة حزمة من الخلايا العصبية والحزمة الاكبر تسمى ( corpus callous)  كل جزء بدوره يقسم الى اربعة فصوص هي

1- الفص الجبهوي ( frontal)

2- الفص الصدغي ( temporal lobe)

3- الفص الجانبي ( partial lobe)

4- الفص القحفي (occipital lobe)

وتمثل الاخاديد في القشرة المخية الحدود بين هذه الفصوص وأعظم أخدودين هما الأخدود المركزي والاخدود الوحشي.

أما القشرة المخية فهي طبقة حقيقة من اجسام الخلايا العصبية وهي السطح المغلف للمخ  ويقع معظم اجزاء الدماغ تحت القشرة تتكون من الياف الخلايا العصبية، بعض هذه الالياف تربط اجزاء من القشرة اما الاخرى فتربط القشرة المخية مع المخيخ، جذع الدماغ والحبل الشوكي والقشرة المخية تكون سطحا عبارة عن اخاديد وارتفاعات وهذه الارتفاعات والاخاديد الفائدة منها زيادة المساحة السطحية للقشرة المخية وزيادة الخلايا العصبية التي تحتويها ضمن حيز الجمجمة المحدود، بعض المناطق في القشرة المخية تسمى القشرة الحسية، حيث تستلم الرسائل والايعازات من الاجهزة الحسية في الجسم، وكذلك من مستلمات اللمس والحرارة من جميع اجزاء الجسم الى مناطق في الفص الجبهوي (Frontal lobe) تسمى القشرة الحركية، والتي بدورها ترسل بدورها الايعازات العصبية للسيطرة على الحركة الارادية للعضلات الهيكلية.

الجزء الاكبر من القشرة هو هو القشرة الارتباطية ( association cortex) ولكل فص من الدماغ يمتلك مساحة من القشرة الارتباطية تحلل، تعالج، تخزن المعلومات.

 مناطق الارتباط هذه تتيح للانسان القدرات العقلية المعقدة، مثل التفكير والكلام والذاكرة.

 

2- المخيخ

 (cerebellum) هو الجزء من الدماغ المسؤول على السيطرة على التوازن والسيطرة على وضعية الجسم والتناسق الكلي للجسم، ويقع تحت واسفل الجزء الخلفي للمخ يتكون المخيخ من كتلة كبيرة من الخلايا المضغوطة ( folia) ( حزم ورقية الشكل من الخلايا العصبية) وينقسم المخيخ الى نصفي كرة ايمن وايسر مع جزء اصبعي الشكل في الوسط ويسمى (vermis) كذلك يوجد مسار عصبي ( nerve pathway) يرتبط الجزء الأيمن من المخيخ مع الجزء الايسر من المخ مع الجهة اليمنى من الجسم؛ ومسار عصبي اخر يرتبط الجزء الايمن من المخيخ والى الجزء الايمن من المخ والجزء الايسر من الجسم.

 

3-جذع الدماغ

 (brain stem) هو تركيب يشبه الجذع يربط المخ مع الحبل الشوكي. قاعدة جذع الدماغ يسمى النخاع المستطيل ( medulla oblongata) والذي يحتوي يدوره على مراكز عصبية تسيطر على التننفس ودقات القلب مع فعاليات الجسم الحيوية الاخرى.

 

يحتوي الدماغ على مليارات الاعصاب المرتبطة مع بعضها بشبكات معقدة، حيث أن كل الفعاليات الحركية والذهنية تعتمد على تكوين واستمرارية نشاط تلك الشبكة العصبية؛ عادات الشخص، مثل عادة قظم الا ظافر، او موهبة العزف على الة موسيقية تكون محفوظة بالدماغ بواسطة تنشيط شبكة عصبية معينة باستمرار، عندما يتوقف الشخص عن ابداء احدى الفعاليات فالشبكة المسؤولة عن الية هذه الفعاليات تظمر نتيجة عدم الاستخدام وقد تختفي.

كما في باقي الخلايا، هناك غشاء رقيق يكون بدوره الطبقة الخارجية للعصب، غشاء الخلية العصبية يكون متخصص لنقل الايعازات العصبية وكل عصب ينطلق من جسم الخلية يشكل مع الألياف مايشبه الأنابيب. واطول هذه الالياف يسمى المحور ( axon) الذي يحمل الايعازات العصبية من جسم الخلية الى الاعصاب الاخرى. اما البروزات العصبية الاخرى والتي تكون اقصى من المحور تسمى التفرعات ( dendrites) تقوم بألتقاط الايعازات من محاور الخلايا العصبية وتنقلها الى جسم الخلية.

الجزء الناتج عن ارتباط خلييتين يسمى ( المشبك العصبي) (synopsis) لكل خلية عصبية يمكن ان تتشابك او تتصل مع الالاف من الخلايا العصبية الاخرى.

بعض محاور الخلايا العصبية (axon) تكون مغطاة بمادة دهنية يسمى  الميلامين(melamine ) (myelin) والذي يحيط بالليف العصبي ويقوم بتسريع نقل الايعازات العصبية ويكون لونه ابيض. المحاور العصبية المتلاصقة والمجموعة مع بعضها المغطاة بالميلامين تكون المادة البيضاء ( whit matter ) اما اجسام الخلايا العصبية ومحاورها التي لا تغطى بالميلامين تكون المادة الرمادية (grey matter) للدماغ.

 

 

 

 

المدخل الى علم اللونُ

 

نزار الراوي

باحث وأكاديمي

 

يَمْلأُ اللونُ عالمُنا بالجمالِ فنَبتهجُ عند رؤية ألوانِ الغروب الرائعة وأوراقِ الخريف الذهبيةِ الصفراءِ والحمراءِ الناصعةِ، نحن مَسْحُورون بالنباتاتِ المُزهِرةِ الرائعةِ والقوسِ المُلَوَّنِ البديع  قوس قزح، نَستعملُ الألوانَ أيضاً بطرقِ مُخْتَلِفةِ لإضافة السرورِ وإِلأهْمية إلى حياتِنا؛ على سبيل المثال، يَختارُ العديد مِنْ الناسِ ألوانَ ملابسِهم بعناية ويُزيّنُون بيوتَهم بالألوان التي تَخْلقُ التأثيراتَ الغريبة أو المريحةَ أو الجميلةَ؛ الفنانون بإختيارِهم وترتيبِهم الألوانِ يُحاولونَ أَنْ يَجْعلوا من أعمالهم أكثر واقعية أَو أكثر تعبيراً.

يَعْملُ اللونُ كوسيلة إتصال في الألعاب الرياضيةِ، من خلال الأزياء الرسمية المُلَوَّنةَ المختلفةَ للفرقَ؛ وعلى الشوارع والطرق السريعةِ, كما تُخبرنا إشارةَ المرور الحمراءَ بالتَوَقُّف، والضوء الأخضر يُخبرُنا بالسماح لنا بالمسير، وتطَبعَ الخرائط  بالالوانِ، الأزرق قَدْ يشير الى الأنهارَ والمسطحات المائية الأخرى، الأخضر للغاباتِ والمتنزهاتِ، والأسود للطرق السريعةِ والطرق الأخرى.

ويلْعبُ اللونُ دوراً مهماً في الطبيعةِ؛ حيث  تَجْذبُ الألوانُ الرائعةُ العديد مِن أنواع ْالحشرات الى الأزهارِ، الحشرات قَدْ تُلقّحُ الزهورَ، مما يُسبّبُ التَطورللنباتات والقدرة على انتاج البذور والثمار؛ في حين تَجْذبُ الثمارُ الملوّنةُ في الفاكهة العديد مِنْ أنواع الحيوانات التي تَأْكلُهاَ، التي تلقي ببذورَ الثمارِ على الأرض تلك البذورالتي تنمو وتورق حيثما تسقطَ بهذه الطريقة، تتكاثر النباتات وتنتشرُ طبيعياً إلى مناطقِ جديدةِ.

ألوان بَعْض الحيواناتِ تُساعدُها في اَجْتذاب الأزواج؛ على سبيل المثال, يَنْشرُ الطاووسَ ريشِه المُلَوَّنِ بشكل زاه عندما يُراودُ الأنثى، ألوان العديد مِنْ الحيواناتِ الأخرى تُساعدُهم على الهروب من الأعداء؛ على سبيل المثال، الأرانب القطبيّة لَها فراءُ أسمرُ في الصيفِ؛ أما في الشتاءِ  ففرائهم يَبيضُّ مما يجَعْل الأمر صعباً على الأعداء اذا ارادوا رُؤية الأرانب البرية في الثلجِ.

بالرغم من أنّنا نَتكلّمُ عن رُؤية الألوانِ أَو الأجسامِ، نحن لا نَراها في الحقيقة، لكننا  نَرى الضوءَ الذي تعكس الأجسامَ أو الذي تبعثه الاجسام؛ فتستقبل عيونُنا هذا الضوءِ وتُغيّرُه إلى إشاراتِ كهروكيمياويةِ، تنتقل تلك الإشاراتُ عبرالأعصابِ إلى الدماغِ، الذي يُترجمُها كما لُوّ أنها صور ملونة، ولاتزال الكثير من المعلومات غير معروفة للعلماء عن كيفية عمل عيوننا وأدمغتنا للاحْساْس باللون.

العلاقة بين اللونِ والضوءِ

 

لكي نفهم كَيفيةَ رؤيتنا للألوانً، يَجِبُ أَنْ نَعْرفَ شيئاً حول طبيعةِ الضوءِ حيث يعد الضوء شكلاً من أشكال الطاقةِ والذي يَتصرّفُ على أساس كونه ذلك الشكل من فينبعث موجياً؛ تلك الموجات الضوئية لَها مدى لطولِ الموجة ( الطول الموجي) أي طول المسافةُ الفاصلة بين أيّ نقطة على الموجةِ والنقطةِ المطابقةِ على الموجةِ القادمةِ بعدها، أطوال الموجات الضوئية المختلفة تَظْهرُ لنا كألوان مختلفة، الضوء الذي يَحتوي كُلّ الأطوال الموجية في نفس الوقت كنور شمس مثلاً يَبْدو لنا أبيضاً.

وتحليل نورالشمس إلى الأطوال الموجية المكونة له يمنحنا حزمة جميلة مِنْ الألوانِ، تَحتوي هذه الحزمة كُلّ ألوان قوس قزحِ وتُدْعَى (الطيفَ المرئي)، أسفل الطيف يظهر الضوء البنفسجي، ويَشْملُ أطوال الموجات الضوئيةِ الأقصرِ التي من الممكن لنا رؤيتها، وعلى طول الطيفِ نرى الأطوال الموجية الأطول للضوء التي تَظْهرُ لنا ألواناً كالأصفر والأخضر والأزرق والبرتقالي والأحمر كُلّ يتدرج إلى ألوانِه المجاورةِ في الطيف؛ الأطوال الموجية للضوء التي يُمْكِنُ لنا أَنْ نَرى تَظْهرُ بين عُمقَ الدرجة الحمراءَ في اللون وصولاً الى الطيفِ النيليَ الذي يعد وثيق الصلةُ بالأزرق الواقع بين البنفسجِ والأزرق.

الموجات الضوئية تبث على شكل موجاتِ كهرومغناطيسيةِ، التي تَشْملُ أنماطِ الطاقةِ الكهربائيةِ والمغناطيسيةِ علماً إنّ الطيفَ المرئيَ جزء صغير فقط  مِنْ الطيفِ الكهرومغناطيسيِ الكامل وهو مدى محدود من الموجاتِ الكهرومغناطيسيةِ حيث يقع ما بعد النهايةِ البنفسجيةِ للطيفِ المرئيِ طيف الأشعةَ فوق البنفسجيةَ والأشعة السينية، وأشعة غاما، في حين تقع فيما بعد النهايةِ الحمراءِ الطيفِ المرئيِ للأشعةَ تحت الحمراءَ وموجات الراديو.

  والموجات الكهرومغناطيسية عموماً لا تحتاج الى أي وسط مادي للإنتقال، فيسافرالضوء وموجات الراديو خلال الفضاء بين الكواكب وبين النجوم  بدون وسيط، بغض النظر عن التردد و الطول الموجي، أو طريقة التوليد التي تنشاء عنها فان الموجات كهرومغناطيسية تسير بسرعة (3 × 10 أس 10سنتيمتر ) أي ما يساوي (186,272 ميل ) أي ثلاث مائة الف كيلومتر بالثّانية في فراغ، كم أن جميع مكوّنات الطيف الكهرومغناطيسي، بغض النظر عن التردد والطول الموجي  لها تشترك بالخصائص المثالية أيضا من حركة الموجة، بضمن ذلك إمكانية التدخل وعدم الإنحراف.

 

 

 

 

كيف نرى اللون

الأجسامِ المضيئة كإشارات النيونَ وإشاراتَ المرور تَبْدو مُلَوَّنة لأن الضوءَ الذي يَنبْعثُ منها يَحتوي على أطوالِ الموجة محددة، فتَبْدو أكثر الأجسامِ مُلَوَّنةً لأن تركيبَها الكيميائيَ يَمتصُّ بَعْض الأطوال الموجية للضوء ويَعْكسُ الأطوال الموجية الأخرى؛ فعلى سبيل المثال عندما يسقط نور الشمس على قطعة جزر تَمتصُّ الجزيئاتَ في الجزر أغلب الأطوالِ الموجة القصيرةِ للضوء وتعكس أغلب الأطوالِ الموجة الأطولِ، وعندما تَصِلُ هذه الأطوال الموجية الضوئيةِ الأطولِ الى عيونِنا، سيبدو لنا الجزربرتقالياً؛ في حين أن الجسم الذي يَعْكسُ أغلب الأطوال الموجية للضوء بكمياتِ متساويةِ تقريباً يَبْدو أبيضاً؛ أما الجسم الذي يَمتصُّ أغلب الأطوال الموجية للضوء وبكمياتِ متساويةِ تقريباً فسيَبْدو أسوداً.

قدرتنا على رُؤية اللونِ تَعتمدُ على العديد مِنْ طرق العَمَل المعقّدة جداً للعين والدماغ، فعندما ننظر إلى جسمِ يأتي الضوء - على نحو انعكاسي - من الجسمِ ليَدْخلُ الى عيونَنا؛ تركز كل عين الضوء لتلتقط مشهداً ينعكس على شكّلُ صورةَ الجسمِ على شبكيّةِ العين حيث إنّ شبكيّةَ العين هي طبقةَ النسيجِ الذي يَغطّي ظهرَ وجوانبَ مقلةِ العين من الداخل ويحتوي هذا النسيج على ملايينَ الخلايا الحسّاسةِ للضوء؛ تَمتصُّ هذه الخلايا أغلب الضوءِ الذي يَسْقطُ على شبكيّةِ العين وتقوم بتُحوّيلُ الضوءَ الساقط إلى إشاراتِ كهربائيةِ هذه الإشاراتِ الكهربائيةِ تنتقل خلال الأعصابِ إلى الدماغ.

تحتوي شبكيّة العين على نوعين رئيسيينُ مِنْ الخلايا الحساسة للضوءِ .. القضبان (العصيات) والمخاريط علماً إنّ الخلايا تَسمّى بحسب أشكالها، أما القضبان فتكون حسّاسة جداً للضوءِ حتى لو كان خلال عتمة، لكنها لا تَستطيعُ تَمييز الأطوالِ الموجية لهذا السبب فإنها نَرى درجات رماديةِ فقط عندما تكون الأضائة بشكل خافت في غرفةَ مظلمة، وعندما يصبح الضوء أكثر توهجاً واشراقاَ تَبْدأ المخاريط بالعمل وتتوقف القضبان عن النشاط، شبكيّة العين  للشخص السوي  والتي تمييز الألوان بشكل طبيعيِ لَها ثلاثة أنواع من المخاريطِ؛ يستجيب النوع الأول بقوة للضوءِ بأطوالِه الموجية القصيرةِ، التي تحتوي درجات اللون الأزرق، ويستجيب النوع الآخر بصورة رئيسية إلى الضوءِ بالأطوالِ الموجية المتوسّطة والتي تضم الدرجات الخضراء، أما إنّ النوع الثالث فيكون حسّاساً جداً إلى ضوءِ بالأطوالِ الموجية الطويلةِ وهي التي تحتوي على الدرجات الحمراء.

يُنظم الدماغ إشاراتَ الاعصاب الواردة اليه مِنْ العين ويترجمها كما لوأنها صوراً بصريةَ، وقد عمل العلماء خلال القرن العشرين لتطوير عِدّة نظريات لتَوضيح  كيفية رؤيةِ اللونِ؛ البعض مِنْ هذه النظرياتِ ناقشه الباحث في الفقرات الواردة تحت عنوان  تأريخِ  دِراساتِ اللونِ.

ولكن تبقى الإشارة مهم الى أن بَعْض الأشخاص ليس لديهم القدرة على رؤية الألوان، مثل الأشخاص المصابين بمرض عمى الألوان، وهناك أنواع مختلفة ودرجات من عمىِ الألوان، إعتِماداً على حالاتِ الشذوذ المختلفةِ في مخاريطِ شبكيّةَ العين؛ ففي الحالاتِ الحادّةِ يكون السبب أن نوعاً واحداً من أنواع المخاريطِ قَدْ يَكُون مفقوداً أَو غير مؤهل للعمل، لذا فأن الأشخاص الذين لديهم مثل هذا الشذوذِ تكون رؤيتهم لبَعْض الألوانِ مشوشة مَع الألوان الآخرى و قليل جداً من الاشخاص لا يَستطيعونَ رُؤية الألوانِ مطلقاً، علماً أن معظم حالات عمى الالوان هي بسبب مشاكل وراثية وهي غير قابلة للعلاج.

 

تأثيرات رؤيةِ اللونِ المفاجئة

العديد مِنْ العملياتِ التي تقوم بها العينِ عن تزويدنا بالمعلومات البصرية عن اللون وما ينتج عنها من العمل الذهني تكون آلية وتقريباً فورية. ممايجعلنا نرى بشكل غير واعي بعْض التأثيراتِ البصريةِ؛ هذا العملياتِ هي التي منحت العين خصوصيتها المتمثلة بالقدرة على تعديل الدرجات اللونية واجراء التغييراتِ على طبيعة قراءة اللونِ بسهولة.

فيمكن لنا أَنْ نَعْرضَ أعيننا لتأثيرَ النظر لصفحة ملونة بألوان زاهية لمدة 30 ثانية تقريباً ثم ننتقل بها للتحديق بورقة يضاء عندها ستغطى الورقة البيضاء بدرجات متفاوتة من ألوان الصفحة الملونة السابقة الى أن تعتاد العين على بياض الورقة ومثل هذا التأثيرِ البصريِ يُدْعَى التكيّفَ اللونيَ للعين.

أما ما يعرف بـ ( (afterimageأو ( تأثير مابعد الصورة) فهو الخاصية الأخرى للعين والتي تظهر عندما نحدق بشكل أو بصورة لمدة 30 ثانية تقريباً ونشيح بأعيننا عنها ال سطح أبيض فتظهر نفس الصورة الأصلية ولكن بالوانَ مختلفةَ، فاذا كانت الصورة الأصلية حمراء، فسيكون  (afterimage) أخضر، واذا كانت الصورة خضراء، فسيكون ( (afterimage أحمر، وهكذا تُصبحُ المناطقُ الزرقاءُ صفراء، وتُصفّرُ المناطقَ الزرقاء، وينعكس الأسود والأبيض العكس بالعكس أيضاً وهذا ما يطلق عليه أحياناً بعملية المقارنة المتعاقبة من خلال الألوان المتكاملة.

كما يُمْكِنُ أَنْ تجري العين تغيراً على قراءة اللون بتأثير الألوان المجاورة والمحيطةِ، ويتضح ذلك عندما نَضِعُ نفس اللونِ على خلفية الوان مضادة ومختلفة في كل مرة هنا سيبدو اللون مختلفاً في كُلّ حالة فعلى سبيل المثال سبيدو اللونَ أخفَ عندما يحاط بخلفية معتمة منه عندما يحاطَ بخلفية مشرقة، وهذه الخاصية للعين تدعى (الحثَّ اللوني) أَو المقارنةَ الآنيةَ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خصائص اللونِ

اللون لَهُ ثلاث خصائصِ أساسيةِ، هي (1) المظهر Hue ، (2) الإشراق أو االسطوع Brightness ، و(3) التشبع Saturation. يَصِفُ خبراءُ اللونِ لونَ الجسمِ من ناحية هذه الخصائصِ.

المظهر (Hue )الخاصية التي تَعطي الللون اسمَها على سبيل المثال، أخضر أصفر برتقالي أحمر، أزرق، أَو بنفسجي علماً إنّ الإختلافاتَ المثيرةَ التي نراها بين الألوانِ في الطيفِ تحدث وتنتج تنتج عن لإختلافاتِ الطفيفةِ جداً في أطوال الموجات الضوئية؛ على سبيل المثال، طول الموجة التي تَظهرُ كلون أصفر أقصر بقليل فقط مِن تلك التي تظهرُ كلون برتقالي، لكن هناك  إختلاف بصري عظيم بين البرتقالي والأصفر؛ هذا الإختلاف هو إختلاف في المظهر(Hue).

الأشراق (Brightness) مقياس كميةِ الضوءِ التي تنعَكسَ مِنْ  الجسم المُلَون وقياس اشراقة لون قَدْ يبدي بحساب مستوى إضائة اللون المنعكسِ من ذلك الجسم ضمن مقياس الاشراقة والسطوع ذلك المِقياس الذي تتراوح درجاته مابين الأسود والأبيض مروراً بتدرجات الرمادي.

(Saturation)  مقياس الإشباعِ (تركيز) اللون؛ على سبيل المثال، ملعقة شاي مِنْ مسحوقِ طلاءِ ألوان الأكريلك أحمر عندما تخَلط مَع ملعقة شاي مِنْ الماءِ تُنتجُ طلاءَاً بلون أحمر غامق، الطلاء سيكون لَه تركيز عالي للأحمر، ولذا فأن  لَهُ ((Saturation عالي أي أن اشباعه عالي؛ وعندما نُخفّفُ الطلاءَ مَع  كأس من الماءِ فإن الخَلِيْط الناتج سَيكونُ لديه تركيز منخفض لإشباع الأحمر ولذا فإن الـ((Saturation  سيكون منخفض.

كيفْ تُصنّفُ الألوان

 يُخمّن الخبراء بأنّنا يُمْكِنُ أَنْ نُميّز ما مجموعه بحدود 10 مليون لون، كُلّ لون يَختلفُ عن البقية بدرجةٍ ما إما  بالمظهر Hue، أو بالأشراق Brightness، أَوبالتشبع  Saturation. علماً أن ذلك الاختلاف يحدد التسميات التي تكون عادة غير دقيقة وبعيدة عن الوصف الأكيد لدرجة اللون المرئي، ولتسهيل مهمة وصف الألوان وتسميتها بدقة أكثر فقد طور العلماء وخبراء اللون أنظمة تصنيفات مختلفة أكثرها شيوعاً نظام منسل اللوني (Munsell)  الذي صمم عجلة الألوان الشهيرة بعجلة منسل.

 

 واذا اردنا بعض التفصيل لهذا النظام اللوني الهام فأننا سنقول إنّ نظامَ منسل اللونيِ هو أحد الوسائلِ الأكثر إنتشاراً لتصنيف الألوان، وقد صُمم  في وقت مبكر من عام  1900 مِن قِبل الرسام الأمريكي (ألبرت هـ  منسل)، ويُصنّفُ هذا النظامُ الألوانَ طبقاً للخصائصِ الأساسيةِ الثلاث مِنْ المظهر والأشراق والتشبع.

 

موجز تأريخ دِراساتِ اللونِ

النظريات المبكّرة لتحليل رؤيةِ اللون

 

طورالعديد مِنْ المفكرين قديماً العديد من النظرياتَ حول طبيعةِ اللون منذ ذلك الحين، فيما بعد أَكّدتْ التجاربَ العلميةَ البعض مِنْ تلك النظريا ودحضت البعض الآخر.

(أمبيدوقلس) فيلسوف يوناني قدم في حوالي العام( 400 ) قبل الميلاد نظريته حول اللون والتي طرح بها اعتقاداً بأنّ رؤيةِ اللونِ يكون سببها الجزيئاتِ الصغيرة جداً التي تنبُعِث من الأجسامِ وتمَر خلالِ العيونِ، و إعتقدَ بأنّ العيونَ أمّا أنها تنتج ردّ فعل لوني للجزيئات أَو أنها تعترفَ بها وتستلمها  كرسائل ملونة.

في العام (300) قبل الميلاد إقترحَ الفيلسوفَ اليونانيَ ( أفلاطون) بأنّ رؤيةِ اللونِ يكَون سببها الأشعةِ المنطلقةِ من العيونِ نحو الأجسامِ، في حين كان ( أرسطو) لَرُبَما الشخصَ الأولَ  الذي إدْرك بأنّ هناك علاقة بين اللونِ والضوءِ، لكنه أيضاً إعتقدَ بأنّ اللونِ يكون بسبب إنبعاث إشعاع شفاف من الأجسامِ الى العيونِ، أما ( جالينوس) الطبيب اليوناني الذي ولد بعد الميلاد بمئة عام  فقد إعتقدَ بأنّ رؤيةِ اللونِ تحدث لأن الأشعةَ التي تنطلق مِنْ العيونِ تشجّع الهواءَ المحيطَ لكي يحَمْل الصورِ الصغيرة جداً مِنْ الأجسامِ إلى العيونِ وإعتقدَ بِأَنَّ هذه الصورِ يتم تحليلها مِن قِبل روح بصرية تتَحرّكْ بين العيونِ والدماغ.

 

 

 

___________________________________________________

* أمبيدوقلس ( 490-430 ق.م) فيلسوف يوناني و رجل دولة وشاعر، ولد في Agrigentum (صقيلية الآن Sicily.) و كَانَ أحد أهم أتباع الفيلسوف اليونانيِ فيثاغورس، و طبقاً لتعالم فلسفته الفيثاغورية، رَفضَ قُبُول التاجِ الذي عَرضَ عليه مِن قِبل شعب  صقلية بَعْدَ أَنْ ساعدَ في إسْقاط حكمِ الأقليّة الحاكمِة وبدلاً من تولي الحكم فَرضَ مبداء الديمقراطية.

أما الفيزياوي العربي (إبن الهيثم) في حدود العام (1000) للميلاد  فقد كان أول من أكد أنّ الرؤيةِ سببها إنعكاسِ الضوءِ مِنْ الأجسامِ إلى عيونِنا، وذَكرَ ِأَنَّ هذا الضوءِ المنعكسِ يُشكّلُ صوراً بصريةَ في العيونِ و إعتقدَ (إبن الهيثم) أنّ الألوانَ التي نَرى في الأجسامِ نَعتمدُ على الضوءِ الذي يسقط على لأجسامَ وعلى بَعْض خصائص الأجسامِ نفسها.

 

العالم النجليزي (إسحق نيوتن) في أواخر( 1600 وأوائل 1700)، نفذ العديد مِنْ التجاربِ للتَحرّي عن طبيعةِ اللونِ، و كان أول من إستعمل الموشور، الذي أثبت من خلاله أنَّ الضوءً إذا كان أبيضاً فهو يَحتوي كُلّ ألوان قوس قزحِ؛ وقد كان أول شخصَ يرى الأطياف الضوئية الملونة التي يمْكِنُ لها أَنْ تُدْمَجَ لتَشكيل الضوءِ الأبيضِ؛ كتب عندها (نيوتن) بأنّ الأشعةِ الضوئية نفسها ليست ملونة والإحساس باللونِ يُنتَجُ في الدماغِ.

 

(يوهان ولفجانج فون غوته) الشاعر الألماني، في أواخر العام (1700 وبدايات العام  1800)،  جرّبَ بالأضويةِ والظلالِ المُلَوَّنة و كتب ما توصل اليه من نتائج في كتاب عن البصرياتِ كتاباته بَدتْ مُنَاقَضَة للعديد مِنْ نتائجَ وتوصلات نيوتن؛ حيث أن (غوته) لم يُعتقدْ بأنّ الأضويةِ المُلَوَّنةِ يُمْكِنُ أَنْ تُدْمَجَ لتَشكيل الضوءِ الأبيضِ، بل إعتقدَ بأنّ كُلّ الأضوية المُلَوَّنة كَانتْ في الحقيقة خلطاتَ الضوء والظلامِ؛ تجارب (غوته) كَانتْ مفيدة جداً في عَرْض العديد مِنْ الصفات والسمات والخصائص الفيزيائية والنفسيبة والرمزية التي ترتبط برؤيةِ اللونِ؛ ولكن نظرياتَ (غوته) في اللونِ المستندة على هذه التجاربِ لَمْ تَعُدْ مقبولة مِن قِبل العلماءِ.

 

النظرية الحديثة والتي تُعرف بنظرية المكوّنات الثلاثة لرؤيةِ اللونِ تم طرحها في العام (1801) مِن قِبل الفيزياوي الانكليزي الشاب (توماس داي)؛ وهي النظرية التي تم تطويرها عام (1850) مِن قِبل الفيزياوي الألماني، (هيرمان فون هيلمهولتز Helmholtz) والذي أصبحت نظريةَ المكوّناتَ الثلاثة مَعروفة كذلك ( بِنظريةِ هيلمهولتز  Helmholtz) أَو( نظرية trichromatic) حيث تَقترحُ النظريةَ بأنّ العينَ لَها ثلاثة مِنْ أنواعِ الأليافِ الحسّاسة إلى الأطوال الموجية الضوئيةِ المختلفةِ؛ وعندما يسقط الضوءَ على الأليافَ، تُولّدَ تلك الألياف إشاراتَ كهربائيةَ تنتقل  مباشرةً إلى الدماغ، طبقاً لنظريةِ المكوّنات الثلاثة فان الأحاسيس باللونَ الذي يَظْهرُ في الدماغِ  ينتج عن إشاراتَ كهربائيةَ بطريقة بسيطة ومباشرة؛ وفعلاً أكدت أحدث التجاربُ العلميةُ  المستندة الى الحقائق التشريحية وجودُ ثلاثة أنواعِ من الأليافِ، وهي ماسيمى الآن بالمخاريط والقضبان ( العصيات).